بينوكيو

السلام علسكم ورحمة الله وبركاته

كان حفار الخشب " جبيتو " حزينا جدا ،فقد توفيت زوجته وليس له أطفال . ذات أمسية ، ومن أجل الترفيه عن نفسه ، قرر أن ينحت دمية من الخشب . كان كل ليل _ بعد الانتهاء من عمله اليومي _ ينحت ذراعي الدمية وساقها وجسمها بكل محبة . وعندما انتهى من عمله جلس ونظر إليه بإعجاب . ولكم كانت دهشته كبيرة عندما بدأت الدمية فجأة بالتحرك!
فتح الصبي الخشبي عينيه ونظر من حوله . ثم وقف وبدأ يسير مترنحا علي رأسي الطاولة . ابتهج جبيتو وقال: "سوف أطلق عليك اسم " " بينوكيو " .
ابتسمت له الدمية وتابع الرجل العجوز قائلا : " سوف تكون ابني ". أجاب بينوكيو: " نعم يا والدي " ، وهو يرقص في أرجاء الغرفة.
في اليومي التالي ابتاع جبيتو بعض الكتب لبينوكيو وقال له: "الآن عليك الذهاب المدرسة لتتعلم" . نظر الرجل العجوز إلي بينوكيو وهو يبدأ رحلته إلي المدرسة ، ثم ناداه:" اعمل بجد في المدرسة يا بني ". ووعده بينوكيو قائلا :"سوف أفعل ذلك يا والدي ".
ولكن في طريقه إلي المدرسة سمع بينوكيو الضحكات والموسيقي التي كانت تتعالي في مسرح للدمى! تحمس بينوكيو كثيرا حتى انه قفز علي المسرح وبدأ يرقص .
ابتهج الحاضرون وصاحوا : "دمية بدون خيوط ! ككم هذا رائع!" ثم صفقوا وهتفوا ورموا بقطع النقود علي المسرح .

وضع بينوكيوا القطع النقدية في جيبه ثم تذكر فجأة أن عليه أن يكون في المدرسة . غادر المسرح بسرعة ولكن قطة شريرة وثعلبا خبثا لحقا به وقالا له : "المدرسة مملة، تعال معنا إلي الحانة، سوف نتسلى فيها أكثر!"
ذهب بينوكيو معهما إلي الحانة وقضوا هناك وقتا ممتعا. ولكن بعد أن أكلوا وشربوا حتى الشبع قال الثعلب والقطة أنهما نسيا نوقودهما . دفع المسكين بينوكيو عنهما ثم قال بحزن: "لم يعد بحوزتي غير خمس قطع ذهبية، ماذا سيقول والدي ؟" فقال له صديقاه: "لا تقلق يابينوكيو: سوف نريك كيف تحول هذه القطع الذهبية إلي خمسمائة قطعة! "
أخد الثعلي والقطة بينوكو إلي حقل خارج المدينة وقالا له:"إن هذا المكان سحري، يجب أن تحفر حفرة في أسفل تلك الشجرة وتدفن قطعك النقدية فيها وغدا سوف تجدها وقد أصبحت قطعة ذهبية!" ثم تركاه وعادا إلي المدينة قائلينك: "سنراك إذا " .
اقترب بينوكيو من الشجرة وحفر حفرة عميقة ونظر من حوله ليتأكد من عدم وجود من يراقبه، ثم دفن قطعه النقدية فيها وغطاها بالتراب. تعب كثيرا بحيث لم يستطيع العود إلي المدينة فاستلقى علي العشب بجانبه الحفرة وغط في نوم عميق .

وشكر
سلام